الخميس، 9 يوليو 2009

خرافة الوحدة العربية .... !! بقلم : المقص


ان ما يحلم به الناصريين و القومجيين من اوهام الوحدة العربية هو امر خرافي هلامي اكثر منه واقع ملموس يمكن تحقيقه
فما عاش عبد الناصر يضع تصوراته و ضحي بكل شيء في سبيل الوصول الى الوحدة العربية او بالادق لزعامة العرب امر خيالي اشبه بالحواديت فهو يفتقر لاسباب النجاح و مقوماته فالامر لا يقتصر مجموعة الشعارات التي يطلقونها ان العرب اقرب لبعضهم من قرب الاوربيين لبعضهم او ان وحدة اللغة - التي هي في الحقيقة ليست واحدة - او وحدة الدين - مع التحفظ على وجود اقليات غير اسلامية في العالم العربي

اولاً دعونا نتحدث عن مبدأ الوحدة العربية

لان ما يطلق عليه الوطن العربي فهو ليس له علاقة باسمه
فالعرب يتم تعريفهم بانهم فرع من الشعوب السامية (نسبة الى سام بن نوح )
بينما المصرين و سكان شمال افريقيا مثلاً اولاد حام و ليسوا ساميين
و العرب هم الذين أستوطنوا الجزيرة العربية
وطبعا باقي ما يطلق عليه الوطن العربي ليس له علاقه بالجزيرة العربية لا من ناحية الاصول ولا من الناحية السياسية
وليس طبعا من المنطقى ان نعتبر ان بعض الجنود الذين وفدوا مع الحروب في نشر الدين الاسلامي قادرين على تغيير جينات بلاد باكملها
و هنا ينتفي المبدأ الاساسي الي تقوم عليه الوحدة - انها عربية

اما إذا كنا نتحدث عن الدين
فنجد ان ما يطلق عليه الوطن العربي يحتوي على الكثير من الاقليات التي لا تدين بالاسلام
كما انه من غير المنطقي ان تقوم الوحدة على مبدأ ديني و الا كانت وحدة عنصرية لانها في هذه الحالة سوف تمارس سياسة تمييز ايجابي لصالح افراد دين معين على حساب باقي الاديان

يتبقى لنا هنا اللغة
فاللغة العربية هي تقريبا العامل المشترك الوحيد بين دول الوطن العربي ولكن هذه اللغة منقسمة الى عدة لهجات محلية كثيرة و بعضها لا يستطيع ان يفهم الاخر مع ان كليهما يتحدث نفس اللغة
و في الاصل اساسا اللغة العربية ما هي الا لهجة من اللهجات التي كانت تتحدث بها قريش في الجزيرة العربية
و على العكس نجد ان الاتحاد الاوربي لا توجد به وحدة اللغة ولكنها لاتسبب مشكله ما داخل الاتحاد

ولكن اهم ما يمكن ان تقوم عليه الوحدة هو العامل الاقتصادي
لا يمكن ان نتكلم عن وحدة عربية دون النظر الى الفروق الضخمة جداً بين اقتصاديات دول الوطن العربي
فكيف نستطيع ان نوحد بين دوله دخل الفرد بها تحت مستوى الفقر العالمي بكثير بينما دولة اخرى يعاني اهلها من تضخم رهيب في حساباتهم في بنوك سويسرا و امريكا

فانا قد اتصور و اظن انها التجربة الاكثر نجاحاً في قيام وحدة بين دول الخليج العربي
فهي حقاً دول عربيه و تتمتع جميعها بتقارب في المستوى الاقتصادي و التراث الثقافي بينهم يكاد يكون واحد

بينما دول اخرى مثل مصر و دول المغرب العربي
يمكن ان تقوم بينهم وحدة شمال افريقيا مثلاً و اظن انه سوف تكون تجربة ناجحة على كل المستويات

فصحيح ان الاتجاه السائد هو ناحية التكتلات الاقتصادية ولكن لابد ان نتمتع ببعض المنطقية لنفرق بين ما نريد و ما هو ممكن و مقبول
و كفانا اوهام الوحدة العربية و اوهام جمال عبد الناصر التي كانت نتيجتها تاخرنا 30 سنة للوراء و ضياع خيرة الشباب و الكثير من الاموال في حروب ليس لنا اي علاقة بها (اليمن - فلسطين - الجزائر و خلافه )

ليست هناك تعليقات: